علاقة الإنسانية بالقيم والمبادئ النبيلة


إن الإنسانية من ضمن المتغيرات، فهي تطمح دائما للتغيير إلى الأفضل، كونها غير كاملة ولا كمالية للإنسانية في حياتها الدنيوية، كونها تصيب وتخطئ ولا يمكنها أن تكون على صوابٍ دائما فجل من لا يخطئ، وكونها بها المزايا والعيوب ولا يمكنها أن تخلو بتاتا من العيوب فالكمال لله، ذلك الذي ينشئ بداخلها دافع إرادة التغيير إلى الأفضل دائما، ومن أفضل لأفضل وهكذا دواليك، لأنها من المتغيرات، ونتيجة تغيرها تكون إما تغيرا إلى الأفضل أو تغيرا إلى الأسوأ، بناء على المعايير التي نهضت إليها، ومفهومها للثوابت والمتغيرات.

إن علاقة الإنسانية بالقيم والمبادئ النبيلة هي علاقة المتغيرات بالثوابت والأساسات، فالإنسانية من ضمن المتغيرات والقيم والمبادئ النبيلة من ضمن الثوابت والأساسات، وكلما اقتربت الإنسانية من تحقيق القيم والمبادئ النبيلة في أنفسها وواقعها أكثر فأكثر كان تغيرها تغيرًا إلى الأفضل، وكلما ابتعدت الإنسانية عن تحقيق القيم والمبادئ النبيلة في أنفسها وواقعها كان تغيرها تغيرًا إلى الأسوأ، الإنسانية من ضمن المتغيرات والقيم والمبادئ النبيلة من ضمن الثوابت والأساسات، والمتغيرات تقاس نسبةً إلى الثوابت ولا تقاس المتغيرات نِسبةً إلى المتغيرات، والنهوض إلى تحقيق القيم والمبادئ النبيلة قدر الاستطاعة هو جوهر التغيير إلى الأفضل، الأمة تبلغ القِمَّة في ضوء ترسيخ القيمة وعُلُو الْهِمَّة مَعًا في آنٍ باعتدال وتوازن واتزان دون إفراط أو تفريط بإتقان قدر الاستطاعة والإمكان والله ولي التوفيق، قال تعالى: ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَان﴾ [آية 9:سورة الرحمن].


▪︎ علي الحبيب بوخريص.

▪︎ من كتابه نظرية الاتزانية.