اتحاد دول شمال أفريقيا


دول المغرب العربي وشمال أفريقيا، دول مسلمة لغتها واحدة وثقافتها واحدة ورقعتها الإقليمية الجغرافية واحدة، وتحفظ حقوق الأقليات فيها بطبيعة الحال الذي يشاهده الجميع في هذه الدول العريقة المذكورة آنفا، إن العديد من الروابط المشتركة بين دول المغرب العربي وشمال أفريقيا تشير إلى ضرورة اجتماعهم لتأسيس وإنشاء اتحادهم، اتحاد دول المغرب العربي وشمال أفريقيا قُطبٌ صَاعِدٌ من أقطاب المجتمع الدولي في ضوء تعزيز التعاون والتضامن والوحدة وتوحيد الجهود نحو التكامل والنماء الإقليمي السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والعسكري مع حفظ استقلالية كل دولة عضو بالاتحاد وسيادتها على أراضيها وثرواتها وخيراتها لتكون عوائدها مُتَرجمةً للوطن والمواطن بها والوقوف جنبًا إلى جنب ضد أي اعتداء أو استعمار حسي أو فوق حسي وتذليل أية مخاطر قد تهدد إحدى دولهم الأعضاء باعتبار أمنهم الإقليمي المشترك وتعزيز مبدأ الاستقرار الجمعي ضرورة يحفظها الاتحاد لكافة أعضائه، وتعزيز مبدأ التوازن والتعاون والتضامن مع كافة الاتحادات الدولية الأخرى على النحو الذي يتضمن تكامُل المنافع للصالح العام وتعاطُل المضار عنه على الدوام مَعًا في آنٍ باعتدال وتوازن واتزان دون إفراطٍ أو تفريطٍ بإتقان قدر الاستطاعة والإمكان.

وعلى أمل أن نرى هذا الاتحاد قائما لدواعي المصلحة العامة التي تستدعي ذلك نظرًا إلى المعطيات الحالية التي يشهدها عالمنا اليوم في كافة أقطاره، لاسيما المعطيات التي تشهدها دول المغرب العربي وشمال أفريقيا، والتي تتطلب من دوله التفكير الجاد في الوحدة وتوحيد الجهود نحو تحقيق ما فيه الخير للصالح العام في جميع دولهم الأعضاء وتعزيز التعاون والتضامن والتكامل على كافة الأصعدة بهذا الاتحاد الذي بات ضرورة مُلِحَّة لحفظ الأمن والاستقرار والاستقلال والنماء الإقليمي في دول المغرب العربي وشمال أفريقيا، وهذا الاتحاد لا يلغي الاستقلالية لكل دولة عضو بالاتحاد إنما هو اتحاد تعاوني تضامني تكاملي إقليمي لصالح أمن واستقرار واستقلال ونماء دوله الأعضاء في منطقتهم الإقليمية على كافة الأصعدة، ثم إن اتحاد دول المغرب العربي وشمال أفريقيا، والاتحاد الأفريقي، واتحاد الدول العربية [جامعة الدول العربية]، واتحاد دول الخليج العربي [مجلس التعاون الخليجي]، تتطلب جميعها تعزيز التعاون والتضامن والوحدة وتوحيد الجهود والتكامل أكثر بين كافة الدول الأعضاء في كل اتحاد تحقيقا لما فيه الخير لصالح دوله الأعضاء على كافة الأصعدة وفيما بين الاتحادات بعضها البعض، ثم إن تعزيز ذلك في كل اتحاد وفيما بين الاتحادات بعضها البعض أكثر في وقتنا الحالي يُفْضِي بعد ذلك إلى مُضِي هذه الركائز الاتحادية نحو تأسيس وإنشاء اتحاد دول الأمة المسلمة العريقة والله ولي التوفيق.


▪︎ علي الحبيب بوخريص.

▪︎ من كتابه نظرية الاتزانية.